استشهاد أبطال عملية مطار عنتيبي بأوغندا
تاريخ الحدث :: 1976-07-04
في الساعات الأولى من صباح يوم الرابع من يوليو/تموز اقتحمت وحدات من الكوماندوز التابعة للجيش الصهيوني والموساد الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية بعد اختطافها من قبل مجموعة من أبطال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واقتيادها إلى مطار عنبتي في أوغندا لمبادلتهم بأسرى.
عن العملية :
حوالي الساعة التاسعة صباحا في يوم 27 يناير 1976 كانت الرحلة 139 التابعة للخطوط الجوية الفرنسية كانت تقلع من مطار اللد في فلسطين المحتلة بشكل اعتيادي إلى باريس عبر أثينا . كان هناك 58 راكبا إضافيا على اللائحة في أثينا من ضمنهم رجل وامرأة المانيان وشخصان من العرب .
ثمان دقائق بعد الإقلاع من مطار أثينا طائرة اير فرانس A300B اختطفت وعلى متنها 256 راكب بواسطة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "خلية حيفا ."
بعد أربع ساعات من التحليق هبطت الطائرة في مطار بنغازي بليبيا للتزود بالوقود للتوجه مطار عنتيبى في أوغندا.
وفى عنتيبى وبعد قضاء الليل على متن الطائرة تم اعتبار الركاب رهائن لدى منفذي العملية الذين انضم إليهم عشرة آخرين كانوا في عنتيبى مسبقا وفى حراسه الجنود الأوغنديون تم نقل الرهائن إلى احد المباني الفرعية القديمة بالمطار ثم ألقى الرئيس الاوغندى عيدي أمين خطابا حماسيا داعما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
أطلق الرفاق سراح جميع الركاب باستثناء من يحمل جنسية الكيان الصهيوني، في ذات الوقت التي حاول فيه الصهاينة مفاوضة عيدي أمين الرئيس الأوغندي، والذي كان داعما للرفاق الفدائيين منفذي العملية البطولية.
يوم 3 يوليو أقلعت من مطار شرم الشيخ أربع طائرات على متنها 200 جندي من وحدات مختلفة، و شارك فيها عناصر من لواء المظليين ولواء النخبة جولاني. وبعد هبوط الطائرات، تم استخدام سيارة مرسيدس سوداء وعدد من سيارات الجيب التي تشبه سيارات الجيش الأوغندي. وهناك قامت تلك العناصر بالاشتباك مع الفدائيين ومقاتلين من الجيش الأوغندي، واستشهد الفدائيين بعد 90 دقيقة من المواجهة العنيفة، وقتل في العملية45 جنديا أوغنديا، وتم تدمير 11 طائرة مقاتلة من طراز ميغ 17 السوفيتية الصنع كانت تحط في المطار لمنع الطائرات الأوغندية من ملاحقتهم. وقتل في العملية أربعة جنود صهاينة. ومن بين القتلى الصهاينة كان قائد إحدى الوحدات التي شاركت في العملية وهو " يونتان نتنياهو " شقيق بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني في الحكومة الحالية، كما أصيب الملازم أول " سورين هيرشكو " إصابة بالغة في العمود الفقري تركته قعيدا.
من شهداء عملية مطار عنبتي ، الشهيد الرفيق المناضل جايل العرجا، والرفيق البطل خالد الخلايلي، والرفيق البطل علي ميعاري.
تفاصيل أخرى حول العملية كما ورد في كتاب " أسرار الصندوق الأسود " للصحفي غسان شربل
عملية عنتيبي
في تلك السنة كاد حداد مجتمعاً مع الرئيس الصومالي محمد سياد بري في مقديشو، وكانت العلاقة «شهر عسل» سمح للقائد الفلسطيني بأن يكاشف بري ربعته في خطف طائرة لإرغام إسرائيل على الإفراج عن عدد من الأسرى. الواقع أن حداد كان يبحث عن مطار يستقبل الطائرة المخطوفة. اقترح الرئيس الصومالي على حداد الاتصال بالرئيس الأوغندي عيدي أمين الذي تردت علاقاته مع إسرائيل وأوروبا. وهكذا كان. وللمرة الأولى سيتضح في هذه الحلقة لماذا اختيرت عنتيبي. وافق عيدي أمين. وفي 26-6-1976 خطف «المجال الخارجي»، بمشاركة عضوين ألمانيين في «الخلايا الثورية»، طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية بعد توقفها في أثينا في طريقها من تل أبيب إلى باريس وعلى متنها 77 إسرائيلياً.
رافق حداد مجريات العملية من مكان قريب من المطار ومن مقر إقامة عيدي أمين وكان على اتصال دائم معه. رعونة الرئيس الأوغندي أدت إلى إطالة أمد المفاوضات، وكذلك مغادرته إلى قمة منظمة الوحدة الإفريقية. لم يأخذ عيدي أمين باقتراح حداد توزيع الرهائن في مجموعات في الغابات، وراح يطمئن حداد إلى سلامة الإجراءات التي اتخذها الجيش الأوغندي.
في ذلك الوقت كان رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين يوالي اجتماعاته مع وزير الدفاع شمعون بيريز ويقلب الخيارات ومخاطرها قبل أن يطلب من الجيش الإعداد لعملية تدخل في نقطة تبعد أربعة آلاف كيلومتر عن إسرائيل. وفي 4 يوليو هبطت الطائرة الإسرائيلية في مطار عنتيبي ونزلت منها سيارة شبيهة بسيارة الرئيس الأوغندي وجنود بثياب الجيش الأوغندي أيضاً.
الكارثة
تحولت عملية عنتيبي إلى كارثة. خلال أقل من ساعة قتلت القوة الإسرائيلية كل المشاركين في خطف الطائرة واحتجاز الرهائن. أدى الاشتباك العنيف أيضاً إلى مقتل ثلاث رهائن وضابط إسرائيلي هو جوناثان نتانياهو شقيق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يقول عارفوه انه لم ينس لحظة واحدة مشهد جثة أخيه العائدة من عنتيبي.
لماذا عنتيبي؟
لكن لماذا اختيرت عنتيبي مكاناً لاستقبال الطائرة المخطوفة؟
يجيب أحد مساعدي وديع حداد: اتخذ القرار بعملية خطف طائرة بهدف الإفراج عن عدد من المعتقلين. كانت هناك في تلك الفترة علاقة قوية بين وديع حداد والرئيس الصومالي محمد سياد بري. طرح وديع الفكرة على سياد بري الذي نصح بطرح الفكرة على الرئيس الأوغندي عيدي أمين، مشيراً إلى أن الأخير لديه مشاكل كثيرة مع الأوروبيين وقد يكون مستعداً لاستقبال الطائرة. كان وديع يعرف طبيعة عيدي أمين والعوامل التي يمكن أن تؤثر فيه. لذلك تم إرسال رجلين للقائه وطرحا معه الموضوع فأبدى استعداده. بعد العثور على مكان لاقتياد الطائرة إليه تسارعت الاستعدادات لتنفيذ العملية. كان وديع على ما أعتقد في الصومال وبعد وقوع عملية الخطف انتقل إلى عنتيبي للبقاء على اتصال مع عيدي أمين.
الشعور بالخطر
وضعت جملة من الترتيبات. نقل الركاب إلى عنبر في المطار وشارك المبعوثان إلى عيدي أمين في عملية الاحتجاز إلى جانب الخاطفين. طبعاً كان رأي وديع أن يتم توزيع الركاب في أكثر من مكان لتسهل السيطرة عليهم. ودرست الناحية الأمنية فحرص عيدي أمين على تأكيد ارتياحه إلى الإجراءات المتخذة. كانت العملية ناجحة تماماً لكن المفاوضات استمرت أكثر مما ينبغي. حين بدأ الوسطاء يقولون أعطونا المزيد من الوقت شعر وديع أن الإسرائيليين يرتبون شيئاً. اتصل بعيدي أمين وقال له إن الوضع بات خطيراً والمطلوب إما توزيع الركاب أو تشديد الحراسة. أبدى عيدي أمين ارتياحه إلى الإجراءات وتحدث عن فاعليتها. كان وديع على مقربة من المطار ومن مقر عيدي أمين وكان على اتصال معه.
.. وكان الهجوم
فور اقتراب الطائرة الإسرائيلية حاول حداد عبثاً الاتصال بعيدي أمين، لكن الإسرائيليين كانوا قد نجحوا في تعطيل كل الاتصالات. ويروي رفاق وديع انه كان في المطار قبل ساعتين من وصول الإسرائيليين وانه طلب من الأوغنديين وضع عوائق على المدرج لعرقلة هبوط الطائرات لكنهم لم يفعلوا. كما تمنى وديع ألا يشارك الألمانيان في عملية الحراسة تفادياً لاضطرارهما إلى الاشتباك مع الإسرائيليين وما يمكن أن يعنيه ذلك نظراً إلى الحساسيات القديمة بين الألمان واليهود.
فجأة هبطت الطائرات الإسرائيلية على طرف المدرج ونزلت منها سيارات جيب عسكرية وسيارة مرسيدس شبيهة بسيارة عيدي أمين. دوى إطلاق النار. دخلوا إلى العنبر بعدما قتلوا أحد شبابنا الذي خرج مستطلعاً وقتل آخر كان يرتاح ليتمكن من العمل لاحقاً. حين دخلوا هاجمتهم الفتاة الألمانية بالقنابل والشاب الألماني بالرشاش. الاثنان من «الخلايا الثورية» وقد قتلا. انتهت العملية بالسيطرة الإسرائيلية واستشهاد رفاقنا.