في القرن الواحد والعشرين قرن التطور والنمو التكنولوجي لدى الاسرة الاوربية والتقليد الاعمى للاسر العربية
- كيف تتعامل الاسرة الاوروبية مع هذه التطورات ؟
- هل للاسرة الغربية درو في نمو الاقتصاد ؟
- وهل تعاني القارات المتقدمة من مشاكل المجتمعات ؟
اسالة حلف الجدران نطرحها لكن نجد دائما نفس الاجابة الا وهي نعم والدليل مقطوع
اليوم اردت ان اريكم احد المواضيع التي تعجب منها المثقفون في الدول العربية
ليست فقط الدول العربية التي تعاني الفقر والجوع والحرمان بل ايضا الدول الاروربية والامريكية تعاني هذا فعلى سبيل المثال البرازيل نرى شوارع رااائعة وفي منتهى الجمال والرونق وبالمقابل نرى احيائا قصديرية كما التي نراها في حي القصبة
تفضلو اخوتي الكرام واقتنعو ان البلاد التي نعيش فيها وان الامم العربية مفتاح التقدم والازدهار والدليل على ذلك ان الدول الاوروبية كانت تعيش الظلم والانحطاط والضعف على عكس الدول الاسلامية التعي كانت تعيش النور والنهضة ومولد الفكر اوروبا لم تفعل شيء عدى انها اخذت بعلوم العرب وقدمت فيها
كانت الأسرة الأوروبية في زمن النهضة وزمن الكشوف الجغرافية بل حتى زمن بدء الثورة الصناعية، هي مثل أسرتنا العربية الحالية قبل عقود تعتمد على الأبوية الواسعة، ففي نصوص شكسبير يشير مفهوم الأسرة (إلى كينونة جماعية تشتمل على الأجداد والأعمام، وحتى على ذوي وشائج القربى البعيدة)، (كان البيت مكان تصنيع معظم المآكل والملابس)، (نشوء الرواية، إيان واط، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1991، ص 196).
هذه الأسرة الأبوية تقوم على (تسلط الأب تسلطاً كان الرمز لكل نوع آخر من أنواع السلطة والنظام). ولهذا كان جون لوك فيلسوف حزب الأحرار البريطاني يرى أن الأسرة مؤسسة دنيوية وتعاقدية تقومُ على أداء وظيفة عقلانية هي العناية بالأطفال حتى يبلغوا سن النضج ويكونوا قادرين على ممارسة دورهم من دون أبوية من أجل أن تتهاوى (كل قيود الخضوع تماماً، كما يجب إعطاء الحرية للفرد لتدبير شؤونه بنفسه)، (السابق، ص197).
كانت المرأة الأوروبية تعيش في جوانب من حياتها أسوأ من المرأة العربية الراهنة، فملكيتها تؤول للزوج بعد زواجها منه مباشرةً، وكان الأطفال قانونياً تحت تصرف الزوج، كما أن الزوج له وحده حق الطلاق عبر المحكمة، كما يتمتع بحق ضرب زوجته أو حبسها. كما أن المرأة هي التي تقدم المهر للرجل فيما يعرف بـ (الدوطة)، هذا النمط من العائلة نجده عند العائلة الهندية، رغم ان المستوى الأوروبي أفضل من حرق المرأة الهندية لنفسها مع زوجها الراحل، وذلك لأن العائلة الفلاحية عالمياً المسيطر عليها من قبل الإقطاعيين متقاربة، في حين أن العائلة المسيطر عليها من قبل الإقطاعيين البدو الصحراويين لها سمات أخرى.
هنا يلعب تغير أسلوب الإنتاج دوره في تفكيك العائلة الأبوية من كل الأنماط، فمع ظهور أسلوب الإنتاج الرأسمالي الغربي واعتماد المصنع كأساس للإنتاج، راحت العائلات الأبوية تتفكك، وتظهر الأسرة الصغيرة لأن الإنتاج لم يعد يعتمد على الأسرة الضخمة في الزراعة والحرف، كما تطلب تطور الإنتاج مستوىً جديداً من المهارات التعليمية عند الأطفال، وهو أمر أدى إلى نشوء التعليم الحديث والمدارس النظرية والصناعية. ويمكن ملاحظة ذلك في الخليج بتفكك العائلة الكبيرة مع تدهور الغوص والحرف وترافقه مع تبدل التعليم وظهور أشكال الاقتصاد الحديث.
لكن تبدل العائلة ونشوء حقوق المرأة وظهور حقوق للأطفال وتخلي الاستبداد الذكوري عن موقعه، لم يعتمد فقط على العوامل الموضوعية. بل على تفكك المنظومتين اللتين يعتمد عليهما ذلك الاستبداد وهما منظومة العائلة القبلية والعائلة الطائفية، أي نشوء التفكير الديني الحر.
إن نشوء التفكير الديني الحر استغرق عدة قرون، وكان إسقاط الكنيسة الكاثوليكية من عرشها المطلق قد تشكل بفضل الثورة البروتستانتية، وسيرورة الاعتقادات الدينية وأنظمة الزواج وتكوين العائلة عبر الاختيار المدني. رغم أن الثورة الدينية التحررية هذه اتسمت بتعصب ديني كذلك، فإن أنظمة الزواج أخذت تعتمد على العلاقة الشخصية بين المرتبطين ببعضهما بعضا، فبدأ زواج الحب بدلاً من زواج المصلحة والعائلة.
إن طبيعة المدينة المتكونة حديثاً والتي تصهر العائلات والطوائف قد جعلت هذه الخيارات ممكنة، فاختفى المهر النسائي، وظهر البيت الصغير والأبناء المحدودون، وتبدلت أنظمة الوراثة لتخضع لمصلحة العائلة الصغيرة فقط.