من ذكرياتي
________________________________________
ها نحن مثل الأطفال إذن...
نمحو كل مرة آثار الطباشير على الأرض لنرسم قوانين لعبة جديدة...
نتحايل على كل شيء فتتسخ ثيابنا ونصاب بخدوش ونحن نقفز على رجل واحدة من مربع مستحيل إلى آخر.
كل مربع فخ نصب لنا ،وفي كل مربع وقفنا وتركنا أرضا شيئا من الأحلام.
كان لا بد إن نعترف إننا تجاوزنا عمر النط على رجل واحدة،والقفز على الحبال ،والإقامة في مربعات الطباشير الوهمية.
أخطانا حبيبتي...
الوطن لا يرسم بالطباشير ،والحب لا يكتب بطلاء الأظافر.
أخطأنا..التاريخ لا يكتب على سبورة ،بيد تمسك طباشير وأخرى تمسك ممحاة.
والعشق ليس أرجوحة يتجاذبها الممكن والمستحيل..
دعينا نتوقف لحظة عن اللعب ،لحظة عن الجري في كل الاتجاهات،نسينا في هذه اللعبة من منا القط ومن الفأر..ومن منا سيلتهم من.
نسينا إنهم سيلتهموننا معا..
لم يعد أمامنا متسع للكذب..لا شيء أمامنا سوى هذا المنعطف الأخير لا شيء تحتنا غير هاوية الدمار..
فلنعترف إننا تحطمنا معا..
لست حبيبتي..
أنتي مشروع حبي للزمن القادم..أنتي مشروع قصتي القادمة وفرحي القادم..أنتي مشروع عمري الآخر...
في انتظار ذلك..أحبي ما شئتي من الرجال،واكتبي ما شئتي من القصص..وحدي اعرف قصتك التي لن تصدر يوما في كتاب ..وحدي اعرف أبطالك المنسيين وآخرين صنعتهم من ورق..
وحدي اعرف طريقتك الشاذة في الحب ، طريقتك الفريدة في قتل من تحبين..لتؤثثي كتبك فقط.
أنا الذي قتلتني لعدة أسباب غامضة،وأحببتك لأسباب غامضة أخرى.
أنا الرجل الذي حولك من امرأة إلى مدينة،وحولته من حجارة كريمة إلى حصى..
لا تتطاولي على حطامي كثيرا.
لم ينته زمن الزلازل،وما زال في عمق هذا الوطن حجارة لم تقذفها البراكين بعد..
دعينا نتوقف لحظة عن اللعب ..كفاك كل ما قلته من كذب..
اعرف اليوم انك لن تكوني لي...
دعيني إذن،انحشر معك يوم الحشر حيث تكونين،لأكون نصفك الآخر..
دعيني احجز مسبقا مكانا إلى جوارك، مادامت كل الأماكن محجوزة حولك هنا،ومادامت مفكرتك ملأى بالمواعيد حتى آخر أيامك ...
يا امرأة على شاكلة وطن
أيهم بعد اليوم أن نبقى معا؟؟؟
لا ...لم يعد لقاؤنا ممكنا الآن..وربما كان هذا أفضل..يجب أن نبحث عن نهاية اقل وجعا لقصتنا..لتكن غزة لقاءنا وفراقنا معا ..فلا داعي لمزيد من العذاب.
هكذا إذن...قررت قتلي حسب الأصول ،بجرة سكين واحدة،ذهابا وإيابا.. في لقاء وفراق واحد..فما ارأفك بي..وما اغباني!!!
أكثر من سؤال ظل معلقا في الحلق،لم اطرحه عليك..
أكثر من لوم ...أكثر من عتاب ...أكثر من رغبة